فيروس الستون ألفا تأثيره وتداعياته... الحلول والمعالجات

إن المشكلة التي يواجهها العالم وعلمائه في فيروسات الكمبيوتر والذي يغرسها الهاكر هي عدم معرفته بأنها مزروعة ونائمة وإلا لما سمحوا لها أن تصحو وتدمر كل ما وقعت علية أو صادف تحركها٠٠والفارق هنا يتمثل في نوع خصوصيتها ومستوى نشاطها أو وجهتها الرئيسية.

لكن تلك الفيروسات قد تختلف إلى حد كبير مع حالة وطبيعة ونوع  فيروسنا والذي تم الإعلان عن شكله ونوعه وزمنه في مراهنة واضحة علي غباء الطرف الآخر الذي يستهدفه هذا الفيروس وبقائه منتظراً إلي أن يقع الفأس بالرأس وهذا ما هو حاصلاً اليوم كان ذلك  بقصد أو بدون قصد.

إنه فيروس الستون ألفا... وهل هذا الفيروس لصالح القائمين على أعتاب ثورة التغيير أم ضدهم ولماذا ؟ نسمع ومعنا الكثير عن عباقرة الحاسوب عندما يغرسون فيروسا نائما ويحددون له الزمن والوقت  أو المناسبة لينشط ويدمر كل ما هو أمامه من برامج وعلوم وجهود عمل لأجل تحقيقها المخترعين من أجل خدمة البشرية وتقدمها والإنتفاع بها، لكنهم قد لا يصلون إلى مبتغاههم نتيجة لأولئك الذين يحاولون بعبقريتهم تدمير ونسف كل الطموحات البشرية.

ولذلك فإن فيروس الستون ألفا تم غرسهم تحت هذا المفهوم السلبي من وجهة نظري وللأسف كنت أظن أنه يوجد من يتسم بالذكاء المحلي أو الدولي لأخذ التدابير اللازمة والممكنة والتوجه للمباشرة  السريعة نحو تكوين فريق من الخبراء لفك طلاسم الفيروس وإلغاء تأثيره وتداعياته علي الأجهزة اليمنية كما يعمل العالم عندما يصابون بحدث مثل هذا وحتى في الفيروسات العضوية والذي تأتي من الطبيعة مثل الجدري أو الايدز أو غيره.

وهنا نستطيع وضع أمثله بسيطة للمساهمة على إفشال تأثير هذا  الفيروس بواسطة المحافظات أولا ومن ثم جزئيا بواسطة الجهات الحكومية ثانيا وهذا سيأتي من خلال الاستعداد قبل أن يصحا هذا الفيروس من سباته والذي سوف يتوافق مع التوزيع الخاطئ والعشوائي له وبإشراف المصدر الرئيسي له وبواسطة وزارة الخدمة المدنية التي لم تدرك أضراره ،وذلك من خلال تصديره إلي بيئات مستعدة لبعث الروح المنشطة لتأثيرهم السلبي والذي سيأكل الأخضر واليابس ،بل أسواء من الجراد وأكثر فتكا من السرطان وهذا ما سوف يتيح فرصة لإنتصار من زرع هذا الفيروس وبالتالي سيجد شباب الثورة بأنه من أوكلوا لهم أهداف ثورتهم أغبى من أن يتحملوا الأمانة وربما أن البعض منهم  كان لهم دورا في غرس الفيروس بل وترحيله عن قصد لأفضل بيئة صالحه لإحتضانة.

 ولذلك فإن الستين ألف من الموظفين الجدد والذين تم الإعلان عنهم من قبل وزارة الخدمة المدنية،في زمن وظرف استثنائي لا يقبل القسمة على اثنين فضلاً عما يحمله الإعلان من أبعاد سياسية بحتة المراد منها هو إشعال نار الفتنة والفوضى المضادة في حال عدم منحها الإستحقاق الوظيفي والمالي في ظل التداعيات الراهنة والظروف الإقتصادية الصعبة التي تمر بها الحكومة والدولة ، لكن يوجد في المقابل ثمة حلول ممكنة تساهم في وضع المعالجات والحلول وما يمكنها من إفشال هذا المخطط وتتمثل الآتي :

أولا : الوقاية الكاملة من خطورة هذا المخطط من خلال التدريب والتأهيل لمن يتم إرسالهم بواسطة الجهات أو الكوادر المستقبلين لهم وربط ذلك بدور وفاعلية النقابات المهنية، ثم إخضاع الستون الفا على طريقة المسار أو تجربة الشباب المهني الأمريكي بعد الحرب الأهلية وهو ماساهم في تثبيت وحدتهم،وأعادوا التجربة ذاتها أثناء الركود الكبير وحققوا نجاحاً هائلاً وهي الفترة التي شهدت فيها الولايات المتحدة الأمريكية بناء وتشييد اكبر ناطحات السحاب في العالم.

ثانياً : لدينا في اليمن ذات الأرضيات المشابه لهم في الخط السريع مضافاً له المسار الأكثر جدوى للقطارات وأيضا تنافس المحافظات لتبنى استراتجيات تنموية كبرى تحقق طموح شباب الثورة بيمن خالي من... ومن... ومن.... الخ؟. ومنها ستهيئ الأرضية لقيام وتأسيس حكومة مدنية حديثة تتسم بالبناء والتنمية والقوة الإقتصادية، وهو الإتجاه الصحيح الذي سيقضي على الفيروس الذي لم يدركه صاحب الفيروس على وإلا ما كان قد تركه إلي الآن دون أن يضع اللقاح له، بل ما خلفه وراءه أنه بنى الجامعات ذات المخرجات السلبية والمدارس القاتلة للمواهب والنقابات المهنية المسيسة الأدوار والمغلقة الأبواب قانونيا،وهي دعوة نوجهها من منطلق المسؤولية الوطنية إلى كافة الشباب والمجتمعات والمسئولين بأن حان وقت الجد والعمل والبناء من الآن وبعيدا عن المكايدات السياسية والحزبية أن نسرع قبل أن يدركنا الوقت لنبدأ بتشكيل غرفة عمليات مشتركة تباشر مهامها وفق رؤى وخطط إستراتيجية تنموية فاعلة لإستثمار القدرات والطاقات الشبابية في مشاريع إستثمارية وإقتصادية وطنية في مختلف المجالات.

نعم اليمن بحاجه إلي مساعدة معماريها بدلاً من أن يصبحوا ذلك الفيروس المرسل إلى الدوائر الحكومية المتضخمة بالموظفين العاطلين عن العمل أو يحتاجون إلى تحسين المهارات الوظيفية خاصة وأن المحافظات لا تملك أي خطط لإستيعاب أبنائها الخريجين  وللأسف بعض قياداتها لم تقرءا عن تاريخ احد أبنائها وما عمله لامتصاص مثل هذه المشكلة وقبله ذالك الأمريكي المبدع والذي سحق فيروس مشابه اسمه الركود في الثلاثينات وتغلب عليه بالضربة القاضية قبل أن يسبقه تماما في الحرب العالمية الأولى.

  لهذا وجدت من واجبي كمطور وصاحب منظور في إعادة هيكلة الوزارات وأيضا من المهتمين في وضع الاستراتجيات وتطوير المحافظات  من خلال عرض بعض المقترحات المتواضعة وأدعو الغير لإرسال ما لديهم إلي منظمة الزيين أو مجلة دار المهندس مع الإطلاع أو الرجوع لما نشرته من إستراتيجيات وطنية للعام 2025م لعل منها ما يساهم في التقليل من تأثير هذا الفيروس النائم قبل أن يصحو وينتهز فرصة وضع وحال حكومة الوفاق الوطني الغارقة فيما هي فيه أو ترتكب حماقة إيصال الفيروس إلي المكان الذي يتمنى صانعه أن يرسل إلية وهنا ستكون الطامة الكبرى علي كل المعماريين اليمنيين بل وكل التنمية في اليمن وحذار ثم حذار من أن يتم ذالك ، فستصبح تضحية أبنائنا من شباب التغير هباء وأحلام شباب الساحات سراب  وهو الأمر الذي لا يتمنى حصوله احد فاليمن غالية علينا ولا سوانا من يتحمل المسؤولية ويبني ويعمر وأن نكون السباقين في صناعة مجدنا وتأسيس لبنة قوية لأحفادنا في مختلف المجالات.

 

 

.